منتديات خالد التطويرية ( العاب - افلام - برامج - اغانى - موبايل - اسلامى - ثقافى )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة الالم والحصرة من واقعنا الاليم

اذهب الى الأسفل

قصة الالم والحصرة من واقعنا الاليم Empty قصة الالم والحصرة من واقعنا الاليم

مُساهمة من طرف امير القلعة الثلاثاء يناير 05, 2010 3:29 pm

يخبرني أحد أقاربي وهو رجل مغترب في السعودية قد تجاوز عمره الأربعين عاما وقد عاد إلى أرض الوطن لزيارة الأهل والسياحة في بلد الطبيعة والخضرة وليتعرف على معالم هذه الأرض الطيبة يقول هذا الرجل وبينما كنت في إحدى المدن الرئيسية والتي لها معزة في نفسي أوقفت سيارتي الصالون لشراء بعض الأغراض وتركت أبوابها مفتوحة لأن المكان قريب .. ولكني حين عدت إلى سيارتي تفاجأت بأمر غريب حتى أني وقفت قليلاً أحاول تفكيك هذا اللغز ...
أتدرون ماذا وجد هذا الرجل لقد وجد بنت شابة محجبة جالسة في السيارة في المقعد الجانبي للسائق ثم يستطرد فيقول لقد ارتبكت لأول وهلة ثم مسكت نفسي وسألتها من أنت؟
فأجابته بقولها : أنا آسفة أخطأت في السيارة ظننتها سيارتنا ..
يقول فقلت : لا بأس انزلي لتذهبي إلى سيارتكم ..
يقول وانتظرت برهة من الزمن لكنها لم تنزل فسألتها أخرى : ألم تقولي أنك أخطأت في السيارة وأنك سوف تنزلي من سيارتي ..
يقول ففاجأتني بقولها : أريد أن أذهب معك ..
يقول صاحبنا صعقت من كلامها فقلت لها : يا بنتي أنا لست من هذا النوع انزلي الله يفتح عليك فأنا لا تنقصني المشاكل ..
يقول فأخذت تترجاني أن تذهب معي وتلح في ذلك ..
قال : لقد تعجبت من إصرارها فبدأت أنصحها وأقول لها ما الذي يجبرك على عمل مثل هذا الشئ وأنت فتاة شابة ممكن أن تتزوجي بالحلال وتصبح لك أسرة ووو وبعد إعطاءها كرس نصائح حياتية . . أتفاجأ بنظرة من عينيها وكأنها خنجر في صدري ودمعة ألم تسقط فأرعبني الموقف ..
فقلت : مالك يا بنتي ما الذي يبكيك ؟
قالت بلغة الألم والحسرة : يا عماه إني والله لست عاهرة ولم أكن أفكر أنني سأصبح رخيصة لهذه الدرجة لكنها الحياة والوضع المادي وما أجده من والدي ..
أيها الأحباب : لقد قالت كلاماً لو لم أكن أعرف الرجل وصدقه ما صدقته ..
قالت : إن أبي هو الذي يرغمني على فعل هذا ..
يقول صاحبنا : والله إني صعقت من هذا الكلام فأي أب هذا ومن أي بلد هو وأسئلة كثيرة دارت في عقلي وكأنها لمحة برق في ليل عاصف ..
تقول هذه البنت : أبي ظالم لا يعرف الرحمة وهو يرغمني بأن أخرج من البيت الصباح لأعود له بحق القات ومصاريف البيت ولا يهمه بأي طريقة أجلب المال وإذا رجعت إلى البيت وليس لدي شئ فسوف يضربني ضربنا مبرحاً لا يحتمله جسدي النحيل ..
قال فصرخت بانفعال : وما قول أمك وإخوانك وأهلك .
قالت أمي مسكينة ليس لها من الأمر شئ ولا تملك إلا الدموع وإخواني ما زالوا صغاراً يبحثون عن لقمة العيش وأهلي ماذا سأقول لهم .. أتريدني أن أموت ..
ثورة عارمة اجتاحت قلب صاحبنا ما لبثت أن تحولت إلى برودٍ قاتل وجرح دامٍ وأنين لا ينقطع ..
أعطاها على إثرها مبلغ من المال فتناولته وهي تبكي فرحة وتقول أنت الرجل الوحيد الذي أعطاني المال دون أن ينتهك عرضي رغم أني أنا التي عرضت عليك هذا فالحمد لله لأني استطعت أن أحصل على المال دون أفعل ذلك فأخذت تدعو له بكلام قد اختلط بالدموع ونزلت من السيارة ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
تأثر صاحبنا كثيراً ويقول لقد أحسست صدقاً في كلامها وحقدت على والدها ثم يسأل صاحبنا هذا أمعقول أن يكون يمني بلا غيرة وإلا هذا الحد وما الذي يجبر هذا الأب على التعامل مع ابنته بهذا الشكل وأسئلة كثيرة لم يجد لها إجابات ..
ولما سمع هذه القصة أحد الناس أخرج من داخله نفساً كبيراً وكأنه آه ضخمة وقال والله يا عماه إن في الشارع اليمني قصصاً أنكى من هذه فقد أصبح الوضع الاقتصادي طعنة مسمومة في كيان المجتمع المحافظ لقد تجرد الناس من القيم والمبادئ والغيرة والقبيلة إنها والله نكسة في عالم النكسات العربية ..
بل يقول أحد مسئولي الجمعيات الخيرية في اليمن أن امرأة أتت للجمعية وتقول لهم بجراءة لو لم تكفلوني أنا وبناتي اليتيمات لأذهب للمتاجرة بأعراضهن للحصول على قيمة الغذاء والدواء ..
والله يا إخوة إن هذه القصص ليست من نسج الخيال ولا من باب المكايدات السياسية لكنه واقع مرير وصرخة مدوية في فضاء الكلمة الصادقة .. إنه ليس من الحكمة أن أقوم بتأليف قصص عن بلدي لا أستسيغ أبطالها التافهين لكنه الألم الذي أعيشه أردت أن أبوح به لكم ..
وإن أشد ما آلمني كيف أن هناك يمني _وهم المعروفون بالقبيلة والمحافظة والغيرة المفرطة_ أن يكون بهذه النذالة والحقارة وأن يتاجر بعرضه من أجل إشباع نزواته ورغباته وتوفير لقمة العيش لأبنائه .. إنها والله جريمة ويتحملها كل من ولي أمر هذا البلد الكسير ..
هذا غير تقارير المنظمات الدولية عن المتاجرة بالبشر لغرض الجنس في اليمن وصنع العاهرات في وطن الطهر الحزين ..
إنها رسالة إلى من يتربعون على كراسي المسئولية من الكبير إلى الموظف الصغير إلى كل من يصفق للفساد والمفسدين من العامة البلهاء والآخرين المطبلين إليهم جميعاً ..
اتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره قفوا لمراجعة أنفسكم أعيدوا النظر في سياستكم ووالله الذي لا إله إلا هو لسوف تأتي هذه البنت ومثيلاتها يوم القيامة وهن متشبثات برقابكم ولسان حالهن يقول يارب يارب هذا من لم يقم بواجبه في المجتمع هذا سبب فسادنا بفساده هذا الذي تنعّم في الحياة الدنيا على حساب جراحنا هذا الذي رقص على أنين آلامنا .
يارب هذا الذي كان همه نفسه .. هذا الذي كان همه الرشوة والواسطة والحزبية المقيتة .. يارب هذا الذي كان بسببه جهلنا وجهل آبائنا .. يارب هذا الذي كان سبباً في هتك عرضنا وبيع شرفنا في أسواق الانحطاط هذا الذي حرمنا من حقوقنا وأرغمنا على ولوج مزبلة التاريخ .
أيها المسئولون : بأي لسان ستجيبون أمام الله عزوجل .. وبأي جسد
امير القلعة
امير القلعة

عدد المساهمات : 2
نقاط : 6
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى